هاجم عدد كبير من المغرّدين على "تويتر" مسلسل "ساهر الليل - وطن النهار" الجزء الثالث والذي يتناول حقبة الغزو العراقي للكويت.
وانتقدت تغريدات تسليط المسلسل الضوء على الدور الأمريكي والبريطاني في تحرير الكويت وغياب ذكر السعودية.
وتفاجأ فريق العمل بهجوم المشاهدين على العمل بعد انتشار صورة لأبطال العمل وخلفهم صورة لجهاز "الآيفون"، مؤكدين أنه في عام 1990 لم يكن هنالك وجود لأجهزة "الآيفون"، وبدأ الكثيرون يسخرون من هذا الأمر.
لكن مخرج العمل محمد دحام الشمري كان له رأي مختلف، حيث قال لـ"العربية.نت" إن الصورة التي ظهرت في الآونة الأخيرة في مواقع إلكترونية وتظهر الفنان محمود بوشهري وهو يشهر السلاح بوجه ممثل زميل له يجسد شخصية جندي عراقي وخلفه إعلان لهاتف "آيفون" إنما أخذت كصورة فوتوغرافية خارج "اللوكيشن" ومن قبيل المزاح وليست في المسلسل.
وأكد أن العمل لم يعرض سوى 4 حلقات والبعض يحاول التصيد بالماء العكر ويحاول إيجاد أي أخطاء.
وبيّن دحام أن البعض منذ الحلقة الأولى بدأ ينتقد العمل، وليته ينتظر الأحداث، نافياً أن يكون قد تجاوز الدور السعودي، فالمؤلف لا يقدم عملاً وثائقياً بقدر ما هو إنساني اجتماعي يتكلم عن حقبة من الزمن.
وتابع "سيظهر في الحلقات المقبلة الدور السعودي جلياً في الأحداث سواء كحكومة أو كشعب، فلا أحد يستطيع إخفاء دور السعودية في تحرير الكويت أو مساعدة الشعب واستقبالهم على أرضهم".
وشدد دحام على أن كل ما ظهر في المسلسل يمثل حقبة الثمانينات وعام 90، والبعض توقف عند جهاز تلفزيون بأنه لم يكن موجوداً، وأستطيع التأكيد أنه يمثل حقبة الثمانينات، ولكنه كان عبارة عن "بروجكتر" ولم يكن منتشراً عند العامة.
وأوضح دحام أنه في المسلسل يسلط الضوء على دور الأسير خلال الغزو، فالكثير من الأعمال قامت بتسليط الضوء على دور الشهيد، لكن الأسير لم يلق حقه الفعلي في الأعمال ولا تضحياته وبطولاته.
وبيّن دحام أن المسلسل يتحدث عن حقبة زمنية في الكويت وهو امتداد للجزأين الأول والثاني، حيث أردنا هنا أن نؤكد أهمية الوحدة الوطنية والحميمية والترابط الأسري والتلاحم بين المواطنين الذي ظهر بقوة أيام الغزو واختفى اليوم.
وأوضح أنها رسالة من أجل نبذ الخلافات الطائفية والقبلية والفئوية، لا أكثر، ولم يسع العمل في تشويه سمعة العراقيين كما يزعم البعض، خصوصاً أننا لم نتطرق الى هذا الأمر، بل أوجدنا شخصية الأم العراقية المتزوجة من كويتي، وابنها يؤخذ كأسير بالإضافة إلى لوم محيطها كونها عراقية، ومدى العذاب النفسي الذي كانت تعيشه.
ونفى دحام وجود جزء رابع، مؤكداً أنه من المستبعد جداً استكمال العمل، خصوصاً أنه شرع مع المؤلف فهد العليوة في كتابة عمل جديد.
وحول ما أثير من جنسيات في العمل، قال دحام إن القضية خرجت من الوسط الفني، حيث غيرة البعض، واستغرب من تحدث البعض أن هذا مخرج سعودي ونجوم العمل بعضهم غير كويتيين، متسائلاً: "متى كان للفن هوية؟".
وذكر الجميع بأن الساحة الفنية في الكويت مثل بها جميع الفنانين العرب، مؤكداً على هويته السعودية بالإضافة الى والدته الكويتية وولادته في الكويت وتربيته طوال حياته.
وقال دحام: "لا توجد أعمال كويتية وإنما خليجية، الا إذا كانت الحكاية تخص بلداً معيناً، مؤكداً أنه مخرج سيعمل في أي بلد يجد فيه نصاً جيداً وأرضاً خصبة، مطالباً بالاهتمام بالأعمال الفنية، حيث اعترف بأن الميزانيات التي يعمل من خلالها قليلة ومتواضعة نظراً لأعمال ومسلسلات أقل كفاءة ولها ميزانيات ضخمة.
وأكد أن الجدل حول مسلسل "ساهر الليل" لا يحزنه بقدر ما يفرحه، خصوصاً أن العمل مازال في حلقاته الأولى، داعياً المشاهدين إلى التروي في الحكم على العمل.
وعن تركه المسرح، قال دحام: "لا يوجد مسرح اليوم"، ولا توجد مبان تستحق العرض عليها، خصوصاً في ظل عزوف الجمهور أيضاً، ولا يمكن أن أعود إلى المسرح كمخرج إلا عندما تتوافر الارضية الخصبة الايجابية.