بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيّما عبده المصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دار الأحبة كالدّخان سماها***و الأرض فيها بالدماء سِقاها
يا قوم عيب واضح أعماكم***غشّى عيونكُمُ فليس تراها
يا قوم زادت كثرةً أعداكم***و الدّين فيكم والعروبة تاها
شرف الرّجولة صار فيكم عبدا***وتقبّلون أياديا وجباها
الكلّ مشغول هناك بأمر***و الدّار تنهب تستباح حماها
أم وأبناء لها قد ذاقوا***طعم المهانة بيتُهم آواها
لا يملكون لهم سوى إيمان***أيد تُمدّ عزيزَة بدعاها
حتّى متى تلك المنازل تبكي***والأم ترثي زوجها وفتاها
و البنت يحفر دمعها أخدودا***أسر العدوّ شقيقها وأباها
يا حزن مالَكَ والفتاة فدعها***إنّ الفتاة صغيرة فانساها
آهٍ! أراها أمسكت أحزانا***كتمت عليها حسرةً يمناها
نظرت إلى الحزن الكئيب وقالت***أَنَ وردة قتل الجمالَ شقاها
علمي بأنّ الموت منّيَ دان***وهنا الشهادة شوقنا لقياها
أَنَ خضت في هاذي الحياة جبالا***فاعلم بأنك هيّن كَرُباها
قتلى وأسرى بالعراق وشامها***و القدس تشكو جُرحَها مولاها
أرض بشرق الأرض كانت مأوى***للمسلمين فجاء من أبلاها
بذلوا لها كلّ الطّرائق شتّى***في القتل فنّا لا ينال سواها
شرّ البلايا زاد من نسياننا***هاذي المصائب....أين من عزّاها
إخوانكم حُرموا المياه شهورا***وهنا الكؤوس تعانقت أحلاها
وهناك بنت حلمها أن تُكسى***ولنا نساء كَسوها عرّاها
يا مسلمون متى تفيق شعوب***ومتى ستعلم أمّة برداها
يا مسلمون لكم تكيد أفاع***فمتى أمنتم مكرها وعداها
يا مسلمون أ خُدّرت أسماع***منكم وانتم تسمعون الآها
كل المآسي في الورى أشباه***و لذي المآسي لم أجد أشباها
