تشير تقارير منظمة الصحة العالمية أن المرأة أكثر عرضة
من الرجل للإصابة بالاكتئاب و الهلع و القلق و اضطرابات
الأكل والعنف المنزلي وغيرها من الأحداث التي تؤثر سلباً
على الحالة النفسية للمرأة ويعزى ذلك لأسباب بيولوجية
,اجتماعية وثقافية .
وفي مجتمعاتنا العربية التي لاتعترف بالمعاناة النفسية
وتعتبرها ضعفا في الأيمان أو الشخصية قد تتفاقم الحالة
النفسية سوءاً عند عدم معالجتها وتظهر بشكل أمراض
جسدية كصرخة استغاثة من الجسد المرهق .
فالمرأة عند سن اليأس نتيجة لانخفاض مستوى الهرمونات
الأنثوية ,خاصة الأستروجين ,تمر بنوبات من السخونة
والتعرق الشديد ثم تليها برودة وكذلك صداع وسخونة في
قمة الرأس وقد تكون هذه الحالة بسيطة وتستمر لفترة
معينة أو قد تكون شديدة تحتاج إلى معالجة طبية )والتي
ليست لها تأثير يذكر على الحالة النفسية للمرأة
أما المطلقة فينظر لها في مجتمعنا على أنها الإنسانة
الفاشلة التي لم تستطيع إسعاد زوجها ,المعصوم من
الأخطاء,أما هي فتميل إلى التفكير في نظرة الناس إليها
بعد أن أصبحت منبوذة وتفكر أيضا في مسؤولية الأطفال
أن عهدت إليها والحرمان منهم إن كانوا لدى الأب ؛وفرصتها
الضائعة في أمكانية الزواج مرة ثانية.
ولنتحدث عن الأرملة التي ينظرون إليها وكأنها إنسانة
ميتة بعد وفاة زوجها أو على الأقل ماتت مشاعرها وباتت
جثة متحركة لذلك ستعاني حرمانا عاطفيا و أقتصاديا
وأجتماعيا طيلة حياتها هي وأيتامها في مجتمعنا الذي
يقال عنه إسلاميا !!!
أما الثكلى فالكل يصف حزنها على أنه منطقي فلقد
فقدت فلذة كبدها ولا تلمونها على ذلك! مع العلم في
أغلب الأحيان تكون الأم قد دخلت حالة من الاكتئاب الشديد
مع عدم ملاحظته لكونه حزنا منطقيا لدينا!