بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي المسلمة ..
يا من تؤخر صلواتها .. وقد غرّتها دنياها .. وشغلتها بأهوائها العابثة وألوانها الزاهية...
يا من تثاقل قلبها عن فرض ربها .. وقرة عين رسولها ..
يا من تسمع نداء (حي على الصلاة) فلا تجيب حالا وتتأخر عن الاجابة .. نداء يقول لها (الله أكبر) من كل ما في الدنيا ..
(الله أكبر) من كل أشغالك وأعمالك وأهوائك.. (الله أكبر) تذل وتخشع لها الصخور.. فأين قلبك؟
اختي المسلمة ..
اعلمي ان تأخيرك للصلاة عن وقتها ما هو الا لضعف في إيمانك .. نعم ضعف كبير ووهن عظيم في
سور حصنك دخل منه عدوك الشيطان ليقول لك: لازال في الوقت متسع.. سأقضي هذا العمل ثم أصلي.. لا استطيع
الخشوع في الصلاة وانا متعبة سأرتاح اولاً.. وغير ذلك من الأعذار
يزيّن لكِ الراحة والدعة .. يدعوكِ الى الاسترخاء وإلقاء سلاح تكفير الذنوب .. ليحطم حصنك الايماني ويدخل
الى قلبكِ فيتربع على عرشه!
اختي في الله ..
الصلاة نعمة من نعم المولى .. أرأيتِ لو أن الله أمرنا بأن نتقرب إليه ولم يخبرنا كيف، ماذا كنا سنفعل
وكيف ستكون حيرتنا؟ لكن الله جل في علاه ما ترك عبده ليضيع في السبل والطرقات يفتش عن طريقة يتقرب بها من
مولاه.. فكفاه سبحانه عناء الضلال ومشقة التيه فأخبره بأن (أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد) .. نعم وهو ساجد
في صلاته.. أفلا نسارع للقرب من ربنا وهو يدعونا؟ وكيف ندّعي حب الله ثم لا نشتاق للقياه ولا نسرع لطاعته؟
اختي في الله ..
اعلمي ان خطواتك قد أثقلت بالذنوب التي على كاهليك، لذا تريها بطيئة، مُثقلة، متباطئة حينما يحين
وقت الصلاة. ولو راقبت هذه الخطوات لرأيتها مسرعة، خفيفة، مستعجلة للشهوات والأهواء
هل
يرضيك أن تكوني ممن قيل فيهم "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا
الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ"؟ فتكون عاقبتك الشر و
والخسران
"فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا" .. لا لن ترضي هذا وخالقكِ يقول لكِ "يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَن
ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (المنافقون - 9) فقد قال جماعة من
المفسرين: المراد بذكر الله هنا
الصلوات الخمس فمن اشتغل عن الصلاة في وقتها بماله كبيعه أو صنعته أو ولده كان من الخاسرين.. ولهذا قال صلى
الله عليه وسلم : " إنّ أول ما يُحاسبُ به العبدُ يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت
فقد خاب وخسر..." .
اختي..
كيف تجرأت نفسك لتعصي خالقها وبارئها ومصورها؟ نفسك الضعيفة الواهنة الذليلة.. يدعوها ربها
وخالقها ومولاها، يدعوها مالك الملك رب السموات والارض، فلا تستجيب وتلبي!! ويحها من نفس!
وان كنت لا تشعرين بعِظم هذا الذنب لأنك تؤدين الصلاة –على اي حال- ولم تتركيها، فقارني تأخيرك للصلاة هذا بتأخير
صوم الفريضة .. هل تستطيعين صوم رمضان في شهر شوال مثلا؟ ستقولين هذا غير ممكن! فلمَ يكون ممكنًا مع
الصلاة؟!
يا أمة الله ..
هل ترضين أن تغضبي مولاك؟ أما سمعت قوله "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ" قال
عليه الصلاة والسلام "هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها".. أتدرين ما الويل؟ وادٍ يسيل من صديد اهل جهنم، كما جاء
في تفسير الطبري.. وفوق هذا سخط الرب وعقابه..
فتوبي الى الله .. واستغفريه يغفر لك ذنوبك ويعفو عن زلاتك ويغسل خطاياك ويتقبل توبتك
اختي الغالية..
قد تقولين حاولت كثيرا لكني في كل مرة أعود وأصلي بعد فوات الوقت.. لا استطيع.. أصابني
اليأس.. كم انا محبطة
لا يا أختي لا تستسلمي للشيطان ولا تخضعي لمصائده.. وإليك مني هذه النصائح لتصلي بها الى طريق الالتزام
بالصلاة:اولا: اكثري من الاستغفار وتوبي توبة نصوح عن هذا الذنب
واكثري من ذكر الله فهي مفتاح القلوب.. وستجدين الله في عونك
ثانيا: سارعي الى الصلاة حالما تسمعي نداءها، ولا تدعي مجالا للأعذار
لتأخذ طريقها إليك
ثالثا: انظري الى رفيقاتك والى صحبتك.. أهي صحبة صالحة؟ هل يتذكرن ا
الصلاة وسط أحاديثهن فيسارعن إليها؟
رابعا: اذا كنت تنسين مواقيت الصلاة، فاضبطي منبه جوالك ليرن عند كل صلاة
خامسا: وهو الأهم، استحضري عظمة من ستذهبين للقائه،
وتذكري ثواب الله وعقابه.
ما أردت بهذه الكلمات الا أن أخاطب بها قلبك .. تلك المضغة الصغيرة التي بين جنبيك.. حافظي عليه
نقياً صافياً متلألئاً بالإيمان، محباً لمولاه، قريباً منه..
وختامًا .. دمتي يا أختي الحبيبة محافظة على الصلاة في وقتها،
مسارعة لها وملبية لندائها..
وأسأل الله ان يحفظك في كنفه، ويبعدك عن غضبه، ويُعينك على طاعته، ويُقربك من
جنته، ويصرفك عن ناره.. هو ولي ذلك والقادر عليه .. سبحانه لا إله الا هو