حسناً فعلت إدارة الهلال باحتوائها ما حدث بين الزوري والشراحيلي والجماهير الهلالية الحاضرة لأحد التدريبات وحفظ حق المشجع لكون الجمهور هو الثروة الحقيقية والوقود المحرك لطاقات أي فريق أو نادٍ يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، ومثل الهلال الأهلي والنصر والاتحاد، وجميعهم يملكون ثروات لا تقدر بثمن ألا وهي الجماهير التي تثبت في كل مرة أنها تمثل رقما صعبا في المساندة وتوفير الدعم المعنوي وإخراج اللاعبين من الأزمات والذهاب بهم للمنصات، هل تذكرون ما قامت به جماهير الأهلي في هذا الإطار عندما حركت مكامن القوة لدى اللاعبين ودفعتهم للتحدي وتحقيق الألقاب، وكيف أن هذه الخطوة فتحت الباب على مصراعيه لأن تحقق جماهير الأهلي صدارة الاستفتاءات التي أجرتها كبريات الصحف والمواقع الالكترونية من حيث حجم التأثير والتواجد الفعال في المدرجات، بل إنها كان لها الأولوية في نشيد خاص بها يردده اللاعبون معها قبل كل مباراة كان بمثابة الرسالة الصريحة والحضارية التي تأتي من قلب المشجع مباشرة إلى قلب اللاعب ليفهمها ويعطي بسخاء لإسعاد هذه الجماهير ولم يستطع ناد آخر مجاراتها في هذه الخطوة، وأصل من هذا المثال الصريح إلى أهمية تقدير دور الجمهور واحترامه وأول من يحسب لهذا الدور حسابا هو اللاعب في الأندية الجماهيرية التي اعتبرها محسودة على مكانتها وقاعدتها الكبيرة من المشجعين، فأي فرحة ترجوها في مدرجٍ خالٍ مهما حققت من بطولات وإنجازات.. لعلي أستدرك هنا قيمة الوعي في مدرجاتنا فكما هناك جماهير واعية رزينة تحمل فكرا عاليا هناك أيضا من لا يسايرها في التفكير وتحمل كثيرا على اللاعبين، وهنا لا أبرر للاعب بأن يصعد للمدرجات ويصفي حساباته على طريقته مع مشجع محب لناديه بل أدعو الطرفين إلى أن يؤدي كل منهما واجباته في حدود الأدوار المتعارف عليها فالمشجع له رأيه الذي يحترم ودوره الذي لا يختلف عليه اثنان في التشجيع والمساندة في الملعب بعيدا عن تجريح اللاعبين وكذلك اللاعب فهو إنسان لديه أقرباؤه وأسرته التي تتابعه وتخيلوا أنهم يستمعون لما ينال ابنهم من شتم وتجريح حتى لو كان مقصرا فكيف سيكون التأثير النفسي على اللاعب وعليهم وأتذكر أن هناك لاعبين لم يكملوا مشوارهم وتأثرت مسيرتهم بسبب العامل المعنوي السلبي.. لقد اعتدنا على تعميم الصورة السلبية في كل حدث جديد يخرج علينا سواءً في مواجهات لاعبين مع جماهيرهم أو في ما يلحق ببعض اللاعبين من عواقب تصرفات شخصية ندموا عليها فيما بعد، ونضرب أمثلة بالمحترفين العالميين أو جماهير المنتخبات والأندية العالمية ونطالب بالاقتداء بسلوكياتهم واحترافهم إلى أن نصطدم بواقع مخالف وأخبار مصورة لتصرفات بعض النجوم وآخرها ما حدث للنجم الأرجنتيني ميسي وفضيحة خروجه في حالة غير طبيعية من إحدى الحانات على أكتاف زميله تشافي، من الإيجابي بدلاً من المحاكاة والمقارنات غير الواقعية أن نعيد سلوكيات اللاعبين والرياضيين والمسئولين والجماهير لدينا إلى ضوابط ديننا الحنيف وما يحثنا عليه من ضرورة التمسك بالحلم والصبر والأخلاق فهي الإطار للمنافسة الشريفة الحقة، وأن نعمم هذه التعاليم السمحة في تعاملاتنا ومنافساتنا لنعيد للساحة الرياضية الهدوء ونعيد للمدرجات الالتزام بالروح الرياضية ولميادين الملاعب الإثارة والمتعة والتشويق كما كانت في السابق، وللساحة الرياضية رجالها وكبارها كما عرفنا في السابق هم القدوة في تأسيس المثال الحي الذي يسير عليه البقية لذا أشيد في هذه الفترة بالتزام الأندية الأربعة الكبيرة أهلي هلال نصر اتحاد بالتزامهم وحكمتهم بما يمثل العلاقات المتينة بين هذه الصروح الكبيرة وبما ينعكس إيجابا على جماهيرهم العريضة التي تشكل جل جماهير الرياضة في مملكتنا الحبيبة أدام الله عليها الرخاء والأمن والسؤدد. كلام ذو معنى دعاء صادق بأن يشملكم الله برحمته ومغفرته والعتق من نيرانه، وكل عام وأنتم بخير.
** عن صحيفة الرياضية السعودية